massinissa_mehdi
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: Җالشخصيات الثقافية الأمازيغية القديمة Җ جــ1 ــزء الأحد نوفمبر 07, 2010 1:17 pm | |
| أزول فلاون .. السلام عليكم
الشخصيات الثقافية الأمازيغية القديمة
د- المثقفون الدينيون الأمازيغ:
القديس أغسطس:
ولد القديس أغسطين أو أوغستينوس أو غستان Augustinus في تاجسته أو تاگاست بنوميديا / الجزائر ( مدينة سوق أهراس حاليا) من أم مسيحية وأب وثني. ونهل من الفلسفة اليونانية وفكر المدرسة الإسكندرية بعد سفره إلى روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية القيصرية فتمثل هناك الفلسفة الأفلاطونية الجديدة التي تجمع بين مثالية أفلاطون وروحانيات المشرق والفكر الغنوصي لدى أفلوطين. وبعد عودته سنة 388م إلى سوق أهراس أنشأ ديرا للتعبد والدعوة إلى الديانة المسيحية بعد أن تنصر في الثالثة والثلاثين من عمره، وعين بعد ذلك أسقفا بمدينة عنابة التي روج فيها أغسطين أفكاره الدينية ومعتقداته الإنجيلية التي كان لها أثر عميق في الكنيسة المسيحية، دون أن ينسى هويته الأمازيغية التي كان يدافع عنها كثيرا بالفكر والممارسة. ويعرف عن أغسطس أنه كان أستاذا نابها درّس البلاغة في القرية التي ولد فيها، ففي قرطاجة، ثم في روما وميلانو. وبعد اعتناقه للمسيحية” رقي الدرجات الكنسية في ظرف تسع سنوات فقط، فأصبح أسقفا سنة 396م، وكرس حياته لتنظيم الكنيسة الإفريقية والتأليف الديني. وقد ترك للمسيحيين مؤلفات لا تزال حتى اليوم مرجعا لهم، يعتبرونها قاعدة صلدة لفلسفة أقانيمهم الثلاثة.” و للقديس أوغسطين أكثر من مائتي كتاب باللاتينية أشهرها: كتاب ” اعترافاتي” الذي يعد – على حد علمي- أول كتاب في الاعترافات وأول خطاب أوطبيوغرافي في تاريخ الإنسانية ، وقد قيل في حق هذا الكتاب كثير من الأقوال التي تشيد بكتاب الاعترافات وتجعله في مصاف الكتب القيمة والمؤلفات السباقة إلى وضع أسس أدب الاعتراف وتأسيس جنس السيرة الذاتية، وهذا الدارس العراقي إحسان عباس يدرج أوغسطين ضمن الأدب الغربي اللاتيني متجاهلا هويته الأمازيغية . وعلى الرغم من ذلك، فإنه يضعه على قمة هرم أدب الاعتراف والسيرة الأوطبيوغرافية:” وفي السير الغربية معالم كبيرة كان لكل معلم منها أثره في كتاب السيرة الذاتية وطريقتها، وفي طليعة تلك السير ” اعترافات القديس أوغسطين” فإنها فتحت أمام الكتاب مجالا جديدا من الصراحة الاعترافية، وشجعت الميل إلى تعرية النفس، في حالات كثيرة تلتبس بالآثام، أو يثقل فيها عناء الضمير.” ومن أهم الكتب الأخرى التي ألفها أغسطس كتاب” مدينة الإله” الذي دافع فيه عن المسيحية وانتقد فيه المذهب الدوناتي، وكذلك كتاب”اعترافات التوبة”، وكتاب “المراسلات”. ويظهر أن” القديس أغسطس” كان متعاطفا ” مع الأفارقة أي مع الأمازيغيين ويدافع عن هويتهم، ولكن في نطاق العمل التبشيري الرسمي. ومما يلفت النظر أنه هو المؤلف الأفريقي اللاتيني الوحيد الذي ضبط تاريخ ولادته، كما ضبط تاريخ وفاته. والسبب في نظرنا- يقول الباحث المغربي محمد شفيق- هو أن أحد أبويه كان رومانيا، كما هو معلوم. وليس من المستبعد أن تكون هجنته هي سبب موالاته للسلطة الرومانية الدينية…..” وهنا نفتح قوسا لنقول بأن أغسطس كان يحارب من قبل الأمازيغيين بسبب ميله الكبير إلى الدولة الرومانية، وخاصة من قبل رجال الدين الدوناتيين الذين انشقوا عن الكنيسة الرومانية الرسمية. ومن الذين رفضوا خط أغسطس في تمثل تعاليم كنيسة روما القيصرية أوغستنيوس الدوناتي الذي عرض على القضاء في أوائل القرن الخامس الميلادي . هذا، وقد مات أغسطين شهيدا في 29/08/430م مدافعا عن مدينته عنابة ضد الغزاة الونداليين الهمج. ونقول في حقه ماقال شارل أندري جوليان الذي اعتبره” خطيبا وكاتبا من طراز عال، فلم يتح للمسيحية أن رزقت زعيما في مرتبته قط” . أما إميل فاگيه Emile faguet فقد قال في حقه كلاما رائعا يبين مكانته الكبيرة في الثقافة القديمة:” والقديس أوغسطينوس فيلسوف قبل كل شيء، رجل يحلل الآراء … وهو فوق ذلك خطيب عظيم مؤرخ أو بالأحرى فيلسوف للتاريخ في كتابه” مدينة الله” ، وهو أخيرا شاعر للقلب والوجدان الممتع في” اعترافاته” الخالدة. وربما كان هذا الرجل أغرب رجل في العالم القديم كله.” ويتبين لنا من خلال مؤلفات النصارى الأفارقة لمسيرة الكنيسة أنها” كانت أيام ترتوليان تعارض السلطة الرومانية معارضة عنيفة إلى حد رفض الانخراط في الجندية، ثم انتهت أيام أوغسطين إلى التفاهم والتعايش معها. فأصبحت كل من السلطتين المدنية والدينية، تعترف بنفوذ الأخرى المطلق داخل النطاق المحدد لها.”. | |
|