الادب الامازيغي القديم

عضاء و زوار منتدى ايمي ن تانوت
أزول فون .. السلام عليكم

يعتقد الكثيرون ونحن أيضا أن الأدب الامازيغي أدب حديث الولادة أي انه ولد مع الفتح الإسلامي ،وذلك نظرا إلى إهمال المغاربة والمسلمون إلى تاريخ الامازيغ بشكل عام .وللأسف لازال كتاب شمال أفريقيا والباحثون المتخصصون في أدب الشمال الأفريقي يغفلون ويهملون ماضي الامازيغ متعمدين ذلك تارة وغير متعمدين تارة أخرى .
وينطلقون في ابحاتهم ودراساتهم مند الفترة الإسلامية لذلك نرى أن الأدب الامازيغي القديم لشمال أفريقيا غير معروف بل إن لم تعصف به رياح التلف التي عصفت بجميع الثراث الامازيغي .
بعد هذه البداية الوجيزة نستطيع الان لم الشمل للخوض في غمار الأدب الامازيغي القديم منطلقين بحدر نظرا لغزارته وعدم تدوينه كما أسلفنا سابقا وسترون لاحقا .
لقد مارس أجدادنا الامازيغ أدبا رفيعا قبل 3000 ق م حتى انهم وصلوا للكتابة بحروف امازيغية بحثه وهي حروف ((تيفيناغ )) وناقشوا وحاوروا الحضارات المجاورة لهم في ذلك الحين كالفينيقيين والرومان وقاوموا محاولات طمس ادبهم الامازيغي من قبل هذه الحضارات وهذا لم يمنع الامتزاج بين تلك الحضارات المجاورة والحضارة الامازيغية في إنتاج أدب مشترك له خصوصيته بالرغم من انه هناك محاولات من قبل الحضارات المجاورة مثل الرومان كانت تريد رو منة الأدب الامازيغي .
على سبيل الذكر أو بالأحرى على سبيل المثال نجد أن الكاتب الامازيغي صاحب أعض رواية في ذلك العصر حسب ما أدلى به اغلب المؤرخين وهي رواية (( الجحش الدهبي )) تلك الشخصية القوية ((لافولاى )) التي تعلمت كثيرا من اللغات الحية في ذلك العصر والشائعة في نفس الوقت والف كتبا عدة قد ابهر الرومان إلى درجة اتهامهم له بالسحر والدجل وذلك نظرا لتفوقه عليهم ،ولم ينس لافولاى أبدا هويته الامازيغية فهو يقول (( لم يتملكني في يوم من الأيام نوع من الشعور بالخجل من هويتي ومن وطني )) .
وهناك الكثيرون عبروا بكتاباتهم بالأدب الامازيغي أمثال :-دوناتس المتوفى سنة 335 م صاحب كتاب (( الروح المقدس )) وبرمانيوس صاحب كتاب ضخم دافع فيه عن المدهب الدوناتي والقديس اوغسطين صاحب كتاب (( مدينة الله )) وتروتوليانوس الذي كان الداعية الى مدهب العفة والاخلاق الفاضلة ،وغيرهم كثير .
إدا في هذه الحالة ما بقى إلا أن ندعوا إلى توحيد الجهود من قبل الكتاب سواء كانوا امازيغ أو غير أمازيغ إلى الاتجاه البحثي في هذه الفترة بنزاهة تامة وتعمق لما تمثله هذه الفترة من زخم إبداعي وفكري وقومي في الأدب الامازيغي لأنه ربما في اعتقادي يعتبر إحدى نويات الأدب العالمي .
هنا نخلص في نهاية هذه الورقة إلى بعض الحقائق المتعارف عليها والتي لا يمكن إخفائها على من يريد البحث عنها والتي تساعدنا في فهم عدم وجود تدوين لهذه الحقبة الزمنية رغم ما تمثله من زخم أدبي وثراثي قوي كما أسلفنا .
وهي أن الأدب الامازيغي تعرض للطمس طيلة القرون السابقة وللأسف لازال يتعرض لمحاولات الطمس فالاستدلال على ذلك أن السيد مرمول يقول في كتاب أفريقيا (( يقول ابن الرقيق :- إن الرومان طمسوا العناوين والحروف القديمة التي وجدوها في أفريقيا عندما احتلوها ووضعوا مكانها عناوينهم وحر وفهم حتى يخلدوا وحدهم الأمر المعهود للفاتحين )) .
المخرج الذي خرجنا به من خلال هذه اللمحة هي أن الأدب الامازيغي القديم كان متقدما وينافس أدب الشعوب المجاورة ولكن بفعل الهجمات المتثالية تعرض للطمس ويتعين على الكتاب والبحاث الامازيغ أن يسعوا إلى نفض الغبار ومحو أثار الزمن عن أدبهم وأدبنا لكي يرقى ويسموا ويكون له القاعدة الصحيحة والصلبة لتأسيس أدب امازيغي حديث متميز كما عهدتاه دائما.

تنميرت[/